#1 | |||||||||||
| |||||||||||
كيف أحث أبنائي على أداء الصلاة؟ كيف أحث أبنائي على أداء الصلاة؟ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال: ♦ ملخص السؤال: سيدة لها أولاد مُقصِّرون في الصلاة، وتريد بعض النصائح التي تُعينها على نُصحهم ليلتزموا بالصلاة. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ 3 أولاد، الأول 21 عامًا، والثاني 19 عامًا، والثالث 18 عامًا، منذ صِغَرهم وأنا أتابعهم في الصلاة وحفظ القرآن، نظَرًا لانشغال والدهم، والآن حدث طلاقٌ بيني وبين والدهم، وضعفت هِمَم الأولادِ عن الصلاة. حاولتُ بكل السبُل ترغيبهم في الصلاة، لكنهم يُعاندون عنادًا شديدًا، ويقولون لي: اتركينا وادعي الله لنا وفقط! أعيش في توتُّرٍ وقلقٍ بسبب هذا الموضوع، ولا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرَّف. فهل عليَّ إثمٌ إن تركتُهم؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فشكر الله لك أيتها الأخت الكريمة حرصك على أبنائك، ورغبتك في هدايتهم، وأبشري بالخير؛ فالبذرُ الطيب يَبقى طيبًا، وحرصك على أبنائك لن يَذهب سُدى، وستقر عينك بهدايتهم في القريب العاجل إن شاء الله، فحالُ أبنائك هو حالُ كثير ممن ترَبَّوا تربية إيمانية، يفترون ويَملون بعض الوقت ثم يغلب عليهم حسنُ التربية فيعودون للهداية. ولا يَخفى على مثلِك أيتها الأخت الكريمة أن أمر الهداية ليس لأحدٍ مِن خلق الله، وإنما هو لله تعالى وحده، فهو سبحانه الهادي لمن يشاء، والمُضلُّ لمن يشاء بعلمِه وحكمَتِه وعدلِه؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يونس: 100]، واللهُ تعالى يَعدِل بين عباده في هداية مَن هدى، وإضلال مَن أَضَلَّ؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [الرعد: 31]، وقد بَيَّن هذا المعنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما مِن قلب إلا وهو بين إصبعين مِن أصابع رب العالمين، إن شاء أن يُقيمَه أقامَه، وإن شاء أن يزيغَه أزاغه))، وكان يقول: ((يا مُقلِّب القلوب، ثَبِّت قلوبنا على دينك))؛ رواه أحمد عن النَّوَّاس بن سَمعان، فلا يملك أحدٌ مِن أمر القلوب شيئًا حتى يقهرها على الإيمانِ. وتأمَّلي بارك الله فيك ما أنزله اللهُ على رسوله مِن آياتٍ كثيرةٍ في شأن الهداية؛ فيقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ليس عليك هدي الخَلْق، وإنما عليك البلاغُ المبين، والهداية بيد الله تعالى؛ فقال سبحانه: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272]، وقال: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يونس: 99، 100]، وقال: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، وقال: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]، وقال: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]، وقال: ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ﴾ [آل عمران: 20]، فعليه إرشاد الخلق، والحرص على مصالحهم، وقد أدى صلى الله عليه وسلم ما حمل، وبلغ ما أرسل به، وقال: ﴿ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]. ولعلك الآن قد أدركتِ أيتها الأخت الكريم ما أرمي إليه مِن هذه المقدمة، وهو: أن تقومي بما يجب عليك من دعوة أبنائك للخير، والنصح بالحكمة والموعظة الحسنة، وتدَعي أمرَ هدايتهم لله وحده كما قال تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ﴾ [الغاشية: 21، 22]، فمهما حرَص الوالدان على التربية الصحيحة، فليس بالضرورة أن يخرجَ الأبناء صالحين كما يتمنى كل والد! ولعل بالملاطفة والممازحة والمصادقة والصبر عليهم ومعاملتهم كإخوة أو أصدقاء، وتذكيرهم على فترات متباعدة، مع إظهار الشفقة والخوف على مصيرهم إن أصرُّوا على التفريط في جنب الله تعالى، أن يكون ذلك أرجى لقبول وعظك ونصحك. وتجنَّبي الغضب والمشاجرات ما استطعتِ، واحذري اليأس مهما وجدتِ منهم إعراضًا أو صدودًا، وتذكري أن مِن أعظم أسباب الهداية صِدْقَ التوجه إلى الله تعالى بالدعاء، وطلَب الهداية بذلٍّ وإلحاحٍ، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قدم الطفيل وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا قد كفرتْ وأَبَتْ، فادعُ الله عليها، فقيل: هلكَتْ دوس، فقال: ((اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم)). وأخيرًا لا يشرع لك قهرهم على الصلاة، ولا على غيرها مِن شرع الله تعالى، وجاهِدي نفسك على تقبُّلهم كما هم، ومما يعينك على هذا أن تُفرقي بين الأماني والواقع. أسأل الله أن يَشرحَ صدورهم، وأن يَجعلهم قرةَ عينٍ لك |
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 2 | |
, |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نحن على مقربة من بدء أيام شهر رمضان الكريم | ابن الصحراء | ۩طموح التراحيب۩ | 4 | 04-27-2021 01:51 AM |